doctor zezo

في أحد الأماكن المحترمة قابلت شاب شكله محترم و أبن ناس، تعرفنا و تشرفنا، و من أول لحظة لاحظ الشاب احترامي و هدوئي و (النشا) إلي باشربه على الصبح كل يوم، لدرجة أنه اصبح واضح جدا في تعاملاتي و في كلامي، خاصة أني بازودها حبتين لما باتعرف على حد جديد، و معرفش سبب محدد لده.
استغرب قوي الشاب من طريقة تعاملي، فقام بدوره التاريخي كمواطن مصري صميم، قعد ينصح فيا ينصح فيا، و الحقيقة أن نصايحه طارت في الهوا بعد انتهى منها، و لا اتذكر أي شيء منها غير أنها نصايح عن الدردحة (على حد وصف اجدادنا)، و الروشنة (على حد وصف الشباب القدامى)، و التظبيط (على حد وصف الشعب المصري "الحالي").
على العموم مختلفناش: إن كنت محتاج دردحة اتدردح و إن كنت محتاج روشنة أتروشن...
لكن...
ما هو نوع الدردحة بالظبط؟ أيه إلي كان في دماغه بخصوص الروشنة؟
بحوار بسيط اكتشتفت....
- تعرف الخابور؟!
- الحقيقة لأ
( و كنت وقتها اسمع عن الخاذوق، لكنه كان بيتكلم عن شيء مختلف تماما)
- ضربت كميا؟
- لأ
( و كنت أعرف أن الكمياء شيء، و الضرب شيء آخر، و لا يجمعهما شيء إلا المدارس، لكنهما في الأول أو في الآخر هما منفصلين، فالكمياء مكانها المعمل و الفصل، أما الضرب فمكانها المعمل و الفصل و الحوش و كل مكان جوه سور المدرسة و حولين السور من برة و فوق السور أحيانا)

- ..... ؟
- لأ طبعا....أنت بتهرج!
( و اسكت انت كمان، مش حاقولك طبعا سأل عن ايه؟ لأنه حيتحذف في الرقابة يا عبقري)

- اتخانقت؟
- لأ
- شلت سلاح؟
- برضه لأ
( و لا حتى طبخت بسمنة النخلتين علشان الظرفاء يرتاحوا)
الغريب أني بعد\ ما تعرفت على مفهوم صاحبنا على الدردحة و الروشنة، و بعد اكتشافي الخطير في أني واد لا ليا في الطور و لا في الطحين، تصور انت بقى واحد شاب زيي كده بيقول لا له في الطور و لا في الطحين ! كلام عفى عليه الزمن.
انا كنت باقول ايه؟
آه
الغريب أني شعرت بالخجل و بالعار، و أني لازم اختشي على دمي كإنسان عبيط غير مجرب و لم يخوض يوم في حياته في العالم الواسع و الخطير ده، و زاد شعوري بالخجل و الأسف قصة حياته التي حكاها لي لأستخلاص الحكمة و الموعظة الحسنة منها:
- بص يا ابني، انا كنت زيك كده... كان إلي يضربي على قفايا اقوله ربنا يسامحك (بالمناسبة انا مجبتش سيرة أي قفا في ردودي) ، لحد ما جه في يوم واد خطف مني السندوتش، معرفش أيه إلي حصل، جريت وراه و طلعت عليه القديم و الجديد، و نزلت فيه ضرب لدرجة عمري ما تخيلتها (صحيح : عض قلبي و لا تعض رغيفي).
و نظرا لضيق وقت ساعدتك سألخص بقية قصة في أنه من ساعتها و هو مبلطج و طايح في الدنيا يمين و يسار، خناقات، سلاح، شرب مخدرات في المحاضرات (تصور؟! مخدرات في المحاضرات ده اسم فيلم عربي جديد) و خمر و نساءبالمعنى الحرفي مش بمعنى الصيت و لا الغنا.
و يمكن تلخيص الحكمة من سيرته الذاتية العصماء في جملته الختامية
" يا ابني الطيب في الزمن ده بياخد على قفاه"
اهااااااااااا كده عرفت سبب ذكره للقفا في قصة حياته.
على العموم قصتي و مغامرتي هذه المرة ليست عن صاحبنا أياه، فلا تتخيل أني مثلا اكتب لك هذه الحلقة من أجل نقل حكمته إلبك، كل الحكاية أني اعتبرت قصة مدخل لقصة اقصر و أهم:

في يوم من الأيام كان جهازي بايظ كعادته، و بدون تطويل اتجهت مباشرة لمركز تصليح الاجهزة و هناك:
- اهلا
- اهلا
- خد صلح
- ماشي
- بكام
- بكذا
- اتفضل
- عدي عليا كمان كذا
رجعت اكتشفت أن جهازي الحمد لله اتصلح، و أن (الهارد الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه) اتبدل بمعنى ادق اتسرق، فتحت الجاعورة، و شغلت الاشتغالات " و الهارد ده فيه داتا مهمة و لاز يرجع و مش عارف ايييييييييييييييييييييه"
و بعد ساعات من الجعير و النعير و التهديد و الخبط و الرزع بلا فائدة، لأن فاتورة الهارد المسروق غير موجودة و بالتالي لا اثبات أن الهارد الجديد ليس هو هاردي العزيز، وصل إلى ارض المحل واحد معرفوش اخدني على جنب و قعد ينصحني نصايح لا علاقة لها بموضوع الهارد بتاتا، و في الآخر ادهشني بجملة غريبة جدا:

- أوعى تفتكرني شيخ و بتاع أنا شاب زي زيك و باقف مع بنات و باشرب سجاير.....
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يا خبر!!!!

هيه بقت تهمة دلوقتي؟!
و لا هوه بقى قانون: أنك لازم تبقى منحرف و زي زيك علشان اقبل منك نصيحة؟!
طب ما هوه صاحبنا التاني نصحني نصايح مهببة من غير ما يخاف و لا ينفي عن نفسه الأنحراف!!!!
ثم ما الفائدة من نصيحتك لي طالما تنفي عن نفسك الطيبة و الخير التدين؟!!
ما الحكمة من نكرانك و خجلك من الصفات الحميدة ؟
اللهم هي حكمة وحيدة تجعل الطيب ينفر من طيبته
قالها لي واحد صحبي تخين و بكرش و احنا في المدرسة
و كان بيغنيها و بيرقص رقص شعبي:

" الطيب في الزمن ده بيقولو عليه عبيط
الطيب في الزمن ده بيقولو عليه عبيط
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
الطيب في الزمن ده
الطيب في الزمن ده
و الطيب في الزمن
الطيب
الطيب
الطيب في الزمن داااااااااااااااااااااااااااا
بيقوله عليييييييييييييييه
عبيييييييييييييييييط"

و لا عزاء للعبيط ، اقصد للطيبين

امضاء واحد لذيذ طيب و عبيط
0 تعليقات